أخر المقالات
تحميل...

عقول وبيوت مهجورة | ٦٢ عاما على تبويض إسرائيل




 كنت أنوى أن أجعل عنوان المقال هو بيوت وعقول خربة
لكنى فضلت كلمة مهجورة بدلا من خربة من باب الذوق فقط لا غير
يمكن لأى إنسان فى أى مكان أن يجد بسهوله بيت مهجور (مبنى قبل الثورة) حيث أن المبنى .. كان (صرايه) تخص الباشا وتدور حكايات وحكايات عن الباشا وعن الصرايه التى ما كان يتخيل أى إنسان أن تصبح  مهجورة وخربه فى يوم من الأيام لشدة غنى أصحابها واعتزازهم بأنفسهم وكأنهم لن يدخلوا القبر قط؟
يوجد فى أى قرية أكثر من (صرايه) وكلها خربة تسكنها الفئران والثعابين وحشرات متنوعة وبالطبع لا يمكن أن ننسى العفاريت وأنا عندما أمر على الصرايه الخاصة بعائلة جدتى أقول فى نفسى (سبحان من له الدوام)
وكانت جدتى سيده قويه جدا (كانت تصلح للتفاوض مع اليهود بدلا من السادة بتوع القضية) لأنها سيده تعتز بنفسها للغاية ولا تفرط فى حقها قط وكانت تحافظ عل حق  أبنها مهما حدث وعندما تحدث مشكله (ما) كانت تقف وتقول ( دأنا بنت حسن مجر)
وهذا يعنى أشياء كثيرة وهى عدم تفريضها فيما تريده مهما حدث وبسرعة زمنية رهيبة انتقل الغنى  من أناس إلى أناس ما كانوا مؤهلين للغنى  ولكن فهموا لعبة السوق واكتسحوا ميدان الغنى وأصبح الأغنياء فقراء والفقراء أغنياء ومن هذه النقطة ننتقل إلى باقى عنوان المقال وهو (وعقول مهجورة) وسوف نركز النظر على آخر مرحلة كان فيها العقل العربى قوياً شامخاً تهابه الدول كما كانت تخاف من جدتى (بنت حسن مجر)
منذ أن أصبحت إسرائيل دولة والعقل العربى دخل مرحلة الاحتضار (التقوقع) لأنه كان لابد على الغرب المسيحى كله أن ينشأ دولة مكان فلسطين ولأن مقولة الشاعر الانجليزى صادقة تماماً (الشرق شرق والغرب غرب لن يلتقيا أبداً) فالغرب ليس قادر على أن ينسى أنه كان مهدداً بالاحتلال الكلى من جانب المسلمين وجزء منه بقى تحت الاحتلال (الفتح) مدة تزيد على ٨٠٠ سنة (فترة طويلة) وهو (أى الغرب) يعلم جيداً كيف تحول المسلمون بسرعة فائقة من لا شيء إلى قوى هزمتهم وهزمت الفرس وقبل أن تهزمهم وتهزم غيرهم هزمت العصبية (مرض العرب القاتل) فكان لابد من كسر أو تحطيم قوة العرب وقد نجحوا فى إقامة الكيان السرطانى ويكون السؤال هو لو كان العرب هزموا اليهود فى 48 لوقف العالم والأمم المتحدة مع اليهود بحجة الدفاع عن أناس غلابة لا تجد لها موقع دولة فى التاريخ منذ نبخوذ  نصر إلى هتلر هذا ظاهرياً لكن سوف يقفوا مع اليهود ليس حباً فيهم وإنما خوفاً من المسلمين هكذا يقول التاريخ الذى لا نعرف كيف نقرأه
ويكون السؤال الذى لابد له من إجابة  هكذا ما الذى حدث لهذا الجيل والجيل السابق لا أمل ولا خوف ولا رغبة فى حياة كريمة ولا عمل من أجل الجيل القادم ويعنى هذا لماذا مات الهدف الأسمى من الحياة
وللإجابة على هذا السؤال يجب أن ننظر إلى مولد الحضارة الإسلامية وتعاظمها فى فترة وجيزة لا تحسبن من الزمن لأنه كان هناك هدف ورغبة هذا الهدف يعمل من أجله الكل من الأمير إلى الغفير وهو إقامة حضارة ونشر رسالتها بشقيها الدينى والعلمى اللذان هما وجهان لعملة واحدة إسمها الإسلام
وتأتى أمريكا وحضارتها السريعة والقوية “قوة الزجاج” وتسيطر على العالم وكانت مشكلتها الأكبر مع الشيوعية
حيث أنها جندت كل إمكانياتها الهائلة للقضاء على الشيوعية ونجدها تجند الإسلام والمسلمين وكل ما تعرف وقد كان لها ما تريد
وتم القضاء على الشيوعية حيث أنها اخترعت حكاية الروس والشيوعية ذهبا إلى أفغانستان من أجل لقضاء على الإسلام ولما حدث لها ما أرادت أوجدت خطراً جديداً ليهددها ويهدد أمنها وحياتها
لأنها دولة لا يمكن لها أن تعيش دون قلق ودون أعداء وكان الإسلام وعددت العدة وفكر المفكرون وكتب المحللون ورسم السياسة وبداء ضرب الإسلام تحت الحزام  إلى أن أتى ١١ سبتمبر لكى  يكون الضرب مباشرا وواضحا فى وضح النهار وتغيرت اللهجة وتحولت إلى محاربة الإرهاب
وبقينا نحن كما  نحن منذ ٤٨ وأصبحنا كالعدد فى الليمون مع أن الليمون غالى
أعلى الصفحة