عنترة الذى كانت نهايته على يد فارس أعمى
السواد الأعظم من الناس لا يعرفوا شيئاً عن عنتره بن شداد، غير أنه كان عاشقا لعبلة وعشقه لعبلة هو الذي جعله يفعل ما فعله
وكان أبيه شداد غير معترف به وأيضا كلنا نحفظ مقوله شيبوب شقيق عنتره لمحبوبته تيجي تخزقيلي عين وأنا أخزقلك ونعيش عور احنا الاتنين
وكان أبيه شداد غير معترف به وأيضا كلنا نحفظ مقوله شيبوب شقيق عنتره لمحبوبته تيجي تخزقيلي عين وأنا أخزقلك ونعيش عور احنا الاتنين
وكل تلك المعلومات أخذنها من الفيلم العربي (عنترة) الذي لا نمل من مشاهدته
لكن نحن لو قرأنا سيرة عنترة ما مللنا من قرأتها، لأنها سيرة غنية جدا بالاحداث المثيرة والشقية، فدائماً القراءة أكثر متعة وأكثر فائدة – لأنه من خلال القراءة يكون القارئ هو المؤلف وهو كاتب السيناريو وهو المخرج ويمكن أن نزيد بأنه هو القائم بالأدوار كلها من الفائز إلى المنهزم، من العاشق إلى الخاسر
ونفهم من هذا أن متعة القراءة لا تضاهيها متعة أخرى قط وعلو على ذلك كله تعمل القراءة على تحريك العقل وإعطاء مجال أوسع للخيال والتخيل / مداخله (أن مشكلتنا نحن العرب تكمن في عدم ممارستنا لفن التخيل. أو بمعنى آخر تنبع مشكلتنا نحن العرب في عدم ممارستنا لفلسفة التخيل.
فالتخيل فعل إن مارسه إنسانا “ما” أو أمة “ما” لكن هذا الإنسان وتلك الأمة من أفضل الناس والأمم وبما أننا نعيش في تلك الأيام متعة نصر السيد أكتوبر. فيجب علينا أن نعرف أن حرب أكتوبر بدأت تخيلا في عقل القادة. ثم بدئوا في تحقيق هذا التخيل وتحويله إلى حقيقة مادية ملموسة) انتهت المداخلة.
وعندنا إلى عنترة وسيرته والتي هي سيرة عبد حرر نفسه ثم قبيلته ثم أمة العرب من تقاليد باليه وفهم غير منطقي للأشياء.
الحب والهوى
يبدو لنا جميعا أن حب عنترة لعبلة… هو محركه الوحيد – ومن أجله قام بكل ما قام.
لكنه فهم قاصر لأن الإنسان من أجل أن يبني حياته بالعمل والعمل الشاقي .. فمنى نفسه يجد إنسانه تساعده بحبها له ليكمل عمله وأمله في تلك الدنيا التي لم نعد نعرف لها قيمة
فعنترة رجل مظلوم …أولا: يعمل على استعادة حقه في الحياة.
وثانيا: “تلك مهمة للغاية” مصلح يعمل على دعم المساواة بين الناس وأيضا هو فارس يحلم بأن يكون أبو الفوارس.
وأهم من ذلك هو شاعر وحلم حياته أن يصارع شعراء زمانه ويفوز بأن يعلق قصيدته على الكعبة.
المولد
أغلب الظن أن عنترة ولد لأمة من الإماء اللاتي وقعن في أسر بن عبس فولد عنترة عبدا أسود .. وبقى الطفل عنترة.. عبداً مهزوم داخليا.. منتصراً في معركة يشترك فيها وهنا أظهر قوية جسدية جبارة بجوار قوة شعرية لقتت الأنظار إليه لكن أين يذهب بقوته وبشعره وهو عبد أسود في قبيله بنت مجدها على السيادة
و كان يشاركهم في حروبهم وكان يظهر قوة في القتال أكثر مما لديهم فبدأت الأنظار تتجه إليه.. وفهم هو ذلك فعمل على أن يمحو عار العبودية بسيفه وفروسيته.. ورغم هذا لم يُعترف به أبنا لشداد .. وبقى يحارب في صفوف قبيلة حتى اشتد الوجود به ناحية عبلة ابنه عمله..
عملت القبيلة على مراوغته.. لتفوز بقوته في حروبها التي لا تنتهي .. دون أن يفوز بوعد بالزواج بعبلة.
ويغضب عنترة عندما علم أن أحد أشراف القبيلة (الربيع بن زياد) تقدم إلى عبلة طالبا يدها.
فيأخذ حزنه ويأسه ويتجه إلى البادية لرعي غنم وإبل شداد أبيه. وترك حياة الفروسية والشعر.. وعاش في الصحراء مع الغنم والجمال.. والشعر كان سلوته في محنته
ونجده السيرة تتحول إلى منحى أخر عندما يظهر الفارس (عمرو بن ورد العامري) ويتجه إلى عنترة وهو يزف إليه نبؤة عظيمة بأنه وبسيفه سوف يطهر الأرض من الأشرار لظهور الرسول الجديد
ويعود عنترة من جديد إلى حمل السيف تحقيقا لرغبة قبيلته التي اعترفت بنسبه ووافقت على تزويجه من عبلة حبيبته
ويعود عنترة وهو مصمم على أن يكون فارس الفرسان بأن يناضل فرسان القبائل الاخر حتى يفوز بتعليق قصيدته على الكعبة. وهنا فقط يعرف العرب من هو فيركع له سادة العرب وتذكره العرب وتذكره الأجيال القادمة هو وقبيلته إلى آخر الزمان
وبالفعل يعترف به فارسا لا مثيل له وشاعرا لا ينافسه شاعر أخر ويتم تعليق قصيدته على جدار الكعبة
ويبدأ عنترة سيرة جديدة لتحقيق ذاته بعد أن اعترفه به أبنا لشداد وشاعرا وفارسا وعاشقا
حيث دخل بعدئذ في معارك طاحنة بينه وبين المتآمرين عليه أو لخطف عبلة
وبدأ يعمل بطريقة المرتزقة حيث يحارب مع من يطلبه وكله من أجل الشهره والمجد ونحن هنا يمكن أن نعد عنتر (بلطجيا) يشهر سيفه على عروس فوق جملها داخل هودجها بالصحراء ويتزوج منها لفترة قصيرة
ثم نجده مرة أخرى جنديا في جيش كسرى يحارب الروم
ونحن لو اعدنا قراءة سيرة عنترة بن شداد بعين النقد لوجدنا أن ما قام به عنترة معتزا بفرديته النابعة من عشق الذات الواصلة إلى القبيلة وعادتها المتصلة بأرض العرب كلها – الجزيرة العربية
ويمكن أن نقول ونحن نكاد تصل إلى نهاية المقال أن العنترية تعد فلسفة عربية توازي القومية لدى الأمم الأخرى
فقد سافر عنترة بن شداد إلى الحبشة عبر حدود اليمن بعد أن خاض معارك هائله بين الشمال والجنوب انتصر فيها للشمال اللذين هم أهله.. وفي الحبشة تقع المفاجأة التي ما كانت في الحسبان .. حسباننا نحن وحسبان عنترة ذاته.. حيث أنه في الحبشة يصل إلى نهاية مذهلة لرحلته على ظهر الأرض وهي أن أمه هي بنت النجاشي ملك الأحباش
وشداد أبوه قد حصل عليها صدفه مع الإماء التي حصل عليها، وبهذا يتوج اعتراف شداد به. واكتشاف نسبه من ناحية أمه بنت أحد الملوك
لكن نحن لو قرأنا سيرة عنترة ما مللنا من قرأتها، لأنها سيرة غنية جدا بالاحداث المثيرة والشقية، فدائماً القراءة أكثر متعة وأكثر فائدة – لأنه من خلال القراءة يكون القارئ هو المؤلف وهو كاتب السيناريو وهو المخرج ويمكن أن نزيد بأنه هو القائم بالأدوار كلها من الفائز إلى المنهزم، من العاشق إلى الخاسر
ونفهم من هذا أن متعة القراءة لا تضاهيها متعة أخرى قط وعلو على ذلك كله تعمل القراءة على تحريك العقل وإعطاء مجال أوسع للخيال والتخيل / مداخله (أن مشكلتنا نحن العرب تكمن في عدم ممارستنا لفن التخيل. أو بمعنى آخر تنبع مشكلتنا نحن العرب في عدم ممارستنا لفلسفة التخيل.
فالتخيل فعل إن مارسه إنسانا “ما” أو أمة “ما” لكن هذا الإنسان وتلك الأمة من أفضل الناس والأمم وبما أننا نعيش في تلك الأيام متعة نصر السيد أكتوبر. فيجب علينا أن نعرف أن حرب أكتوبر بدأت تخيلا في عقل القادة. ثم بدئوا في تحقيق هذا التخيل وتحويله إلى حقيقة مادية ملموسة) انتهت المداخلة.
وعندنا إلى عنترة وسيرته والتي هي سيرة عبد حرر نفسه ثم قبيلته ثم أمة العرب من تقاليد باليه وفهم غير منطقي للأشياء.
الحب والهوى
يبدو لنا جميعا أن حب عنترة لعبلة… هو محركه الوحيد – ومن أجله قام بكل ما قام.
لكنه فهم قاصر لأن الإنسان من أجل أن يبني حياته بالعمل والعمل الشاقي .. فمنى نفسه يجد إنسانه تساعده بحبها له ليكمل عمله وأمله في تلك الدنيا التي لم نعد نعرف لها قيمة
فعنترة رجل مظلوم …أولا: يعمل على استعادة حقه في الحياة.
وثانيا: “تلك مهمة للغاية” مصلح يعمل على دعم المساواة بين الناس وأيضا هو فارس يحلم بأن يكون أبو الفوارس.
وأهم من ذلك هو شاعر وحلم حياته أن يصارع شعراء زمانه ويفوز بأن يعلق قصيدته على الكعبة.
المولد
أغلب الظن أن عنترة ولد لأمة من الإماء اللاتي وقعن في أسر بن عبس فولد عنترة عبدا أسود .. وبقى الطفل عنترة.. عبداً مهزوم داخليا.. منتصراً في معركة يشترك فيها وهنا أظهر قوية جسدية جبارة بجوار قوة شعرية لقتت الأنظار إليه لكن أين يذهب بقوته وبشعره وهو عبد أسود في قبيله بنت مجدها على السيادة
و كان يشاركهم في حروبهم وكان يظهر قوة في القتال أكثر مما لديهم فبدأت الأنظار تتجه إليه.. وفهم هو ذلك فعمل على أن يمحو عار العبودية بسيفه وفروسيته.. ورغم هذا لم يُعترف به أبنا لشداد .. وبقى يحارب في صفوف قبيلة حتى اشتد الوجود به ناحية عبلة ابنه عمله..
عملت القبيلة على مراوغته.. لتفوز بقوته في حروبها التي لا تنتهي .. دون أن يفوز بوعد بالزواج بعبلة.
ويغضب عنترة عندما علم أن أحد أشراف القبيلة (الربيع بن زياد) تقدم إلى عبلة طالبا يدها.
فيأخذ حزنه ويأسه ويتجه إلى البادية لرعي غنم وإبل شداد أبيه. وترك حياة الفروسية والشعر.. وعاش في الصحراء مع الغنم والجمال.. والشعر كان سلوته في محنته
ونجده السيرة تتحول إلى منحى أخر عندما يظهر الفارس (عمرو بن ورد العامري) ويتجه إلى عنترة وهو يزف إليه نبؤة عظيمة بأنه وبسيفه سوف يطهر الأرض من الأشرار لظهور الرسول الجديد
ويعود عنترة من جديد إلى حمل السيف تحقيقا لرغبة قبيلته التي اعترفت بنسبه ووافقت على تزويجه من عبلة حبيبته
ويعود عنترة وهو مصمم على أن يكون فارس الفرسان بأن يناضل فرسان القبائل الاخر حتى يفوز بتعليق قصيدته على الكعبة. وهنا فقط يعرف العرب من هو فيركع له سادة العرب وتذكره العرب وتذكره الأجيال القادمة هو وقبيلته إلى آخر الزمان
وبالفعل يعترف به فارسا لا مثيل له وشاعرا لا ينافسه شاعر أخر ويتم تعليق قصيدته على جدار الكعبة
ويبدأ عنترة سيرة جديدة لتحقيق ذاته بعد أن اعترفه به أبنا لشداد وشاعرا وفارسا وعاشقا
حيث دخل بعدئذ في معارك طاحنة بينه وبين المتآمرين عليه أو لخطف عبلة
وبدأ يعمل بطريقة المرتزقة حيث يحارب مع من يطلبه وكله من أجل الشهره والمجد ونحن هنا يمكن أن نعد عنتر (بلطجيا) يشهر سيفه على عروس فوق جملها داخل هودجها بالصحراء ويتزوج منها لفترة قصيرة
ثم نجده مرة أخرى جنديا في جيش كسرى يحارب الروم
ونحن لو اعدنا قراءة سيرة عنترة بن شداد بعين النقد لوجدنا أن ما قام به عنترة معتزا بفرديته النابعة من عشق الذات الواصلة إلى القبيلة وعادتها المتصلة بأرض العرب كلها – الجزيرة العربية
ويمكن أن نقول ونحن نكاد تصل إلى نهاية المقال أن العنترية تعد فلسفة عربية توازي القومية لدى الأمم الأخرى
فقد سافر عنترة بن شداد إلى الحبشة عبر حدود اليمن بعد أن خاض معارك هائله بين الشمال والجنوب انتصر فيها للشمال اللذين هم أهله.. وفي الحبشة تقع المفاجأة التي ما كانت في الحسبان .. حسباننا نحن وحسبان عنترة ذاته.. حيث أنه في الحبشة يصل إلى نهاية مذهلة لرحلته على ظهر الأرض وهي أن أمه هي بنت النجاشي ملك الأحباش
وشداد أبوه قد حصل عليها صدفه مع الإماء التي حصل عليها، وبهذا يتوج اعتراف شداد به. واكتشاف نسبه من ناحية أمه بنت أحد الملوك
وفي النهاية حين يعود عنترة من أحد معاركة التي يستأجر فيها، يلقى مصرعه بسهم نافذ من فارس لقى الهزيمة ثلاث مرات على يديه وفي أخر مرة أفقدت عنتره بصره.. أي أنه رغم كل القوة والشجاعة تكون نهاية على يد فارس أعمى.